عباس البغدادي وأروع لوحاته الخطية

كان اسم "ياقوت" شائعًا بين الخطاطين المَهَرَة في ذلك الزمن . هناك على الأقلّ أربعة أشخاص يُدعَون "ياقوت" ولديهم مهارات في فن الخط , جميعهم عاشوا في القرن السابع الهجري . منهم ياقوت الرومي الموصلي (ت 618 هـ) وخطاطنا الذي سنقرأ عن حياته وهو ياقوت الرومي المستعصمي (ت 698 هـ).  

اسمه جمال الدين بن عبد الله المستعصمي البغدادي المعروف بلقب "قبلة الكتّاب" ،يُعدّ واحدًا من أعظم الخطاطين في العصر العباسي بعد ابن البواب وتلامذتِه. وتميّز في فن الخط لدرجة أنه طغى وجوده على بقية الخطاطين . إنه رائد الخط العربي ومرجعُه الأول.

 نُسب إلى الخليفة المستعصم بالله، آخر خلفاء بني العباس، الذي قُتل على يد هُولَاكُو خان عند غزو بغداد عام 656 هـ.  و يحمل أيضًا لقب "الرومي" لأنه كان من أصل روماني أو بيزنطي وكان يُكنّى بـ "أبو الدر". ويُعتقد أن مسقط رأس عائلته هو مدينة أَمَاسِيّة في تركيا الحالية، ولهذا السبب يدّعي المؤرخون الأتراك أن ياقوت كان خطاطًا تركيًا. 

أما عن سَنَة ولادته، فلا توجد معلومات مؤكدة، لكن يُعتقد أنه وُلد حوالي عام 626 هـ. نُقل ياقوت إلى بغداد كعبد في عام 640 هـ مع مجموعة من العبيد، واشتراه الخليفة المستعصم بالله وربّاه في قصره. وفقًا لما ذكره كتاب "تحفة خطاطين"، كان ياقوت طواشيًا، وهو مصطلح يُطلق في ذلك الزمن على العبيد .

بعد مقتل الخليفة المستعصم، نجا ياقوت من المجزرة. يُقال إنه أثناء غزو المغول لبغداد، اختبأ ياقوت في برج مسجد ليواصل تدريباته في الخط، بينما كانت القوات المغولية تدمر المدينة. بعد ذلك، قام هولاكو بتعيين علاء الدين الجويني حاكمًا للعراق ورئيسًا لديوان المماليك، ومن هنا حصل ياقوت على فرصة للخدمة تحت إشرافه. علاقتُه الجيدة بعائلة الجويني مكّنته من العيش برفاهية. لاحقًا، تم تعيين ياقوت كمسؤول في مكتبة دار الكتب المستنصرية.

اكتسب ياقوت شهرة واسعة بفضل مهارته في الخط وحسن أخلاقه. كان محبوبًا ومحترمًا في بغداد، كما أنه كان مغرمًا بالأدب والشعر وفن الخط. نال لقب "جمال الدين" و"أبو الدر".

تعلم فن الخط على يد صفي الدين عبد المؤمن الأرموي و زكي الدين عبد الله بن حبيب، اللذين كانا يتبعان طريقة ابن البواب في الكتابة. ويُقال إنه كان آخر من انتهت إليه رئاسة الخط المنسوب في دولة العباسيين. قام بتدقيق وتحسين خطوط ابن مقلة و ابن البواب وأضاف عليها جمالًا ورونقًا من خلال تعديلاته في قطع القلم. 

تميز ياقوت بطريقة فريدة في قطع القلم، حيث كان يقطعه بشكل مائل، وهي طريقة لم تكن شائعة في عصره. ذكر د. شريفي في دراسته "خطوط المصاحف" أن ياقوت أَحْدَثَ ثَوْرَة في فن القطع المائل، وهي الطريقة التي ما زالت تستخدم حتى اليوم. لكن الحقيقة أن القطع المائل لم يكن ابتكارًا جديدًا؛ فقد كان معروفًا منذ القرن الثالث الهجري. إلا أن ياقوت أعاد إحياء هذا الأسلوب وجعله أكثر شهرة. وكان التحريف في القطع معروفًا منذ القرن الثالث الهجري، أي قبل ياقوت بأربعة قرون، وكان الخطاطون يوصون به. وقد قال الحسن بن وهب، أحد كبار الكتّاب والذي توفي حوالي عام 250 هـ 

"«يحتاج الكاتب إلى خلال : جودة بري القلم، وإطالة جلفته، وتحريف قطّته، وحسن التأتّي لامتطاء الأنامل، وإرسال المدّة بعد إشباع الحروف»".

 كتابة المصاحف

 كان ياقوت كاتبًا منتجًا للغاية. اشتهر ياقوت بسرعة النسخ، يُقال إنه كتب 364 مصحف. وقيل إنه نسخ 1001 مصحفًا. ذكر حبيب في كتابه "خط وخطاط" أن ياقوت كتب العديد من المصاحف التي تم العثور عليها في أماكن مثل الآستانة وتربة السلطان سليم وآيا صوفيا. يُقال إنه كتب هذه المصاحف بناءً على طلب الخلفاء الذين أهدوها إلى الحكام الآخرين 

استقرت أنواع الخطوط الإسلامية في عصره، وأصبحت ستة أنواع فقط، وهي: الثلث، النسخ، الريحان، المحقق، التوقيع، والرقاع. وقد ظلت هذه الأقلام الستة هي المعروفة بعده لفترة طويلة، وتجلت براعة ياقوت بشكل خاص في خطي الثلث والريحان.

 أعمال ياقوت

إلى جانب كتابة المصاحف، كتب ياقوت العديد من الكتب، من أبرزها:

-  أسرار الحكماء (طُبع في الآستانة عام 1300 هـ).

-  أخبار وأشعار وملح وحكم ووصايا منتخبة (طُبع في الآستانة عام 1302 هـ).

- رسالة في علم الخط، وهي واحدة من أهم مؤلفاته، ولكن لم يُعثر على مخطوطتها حتى الآن.

بعض أعمال الخطاط ياقوت

يَامُسَبِّبَ اْلأَسْبَابِ يَا مُفَتِّحَ اْلأَبْوَابِ يَا مُعْتِقَ الرِّقاَبِ

الخط الجميل على شكل الطير كتبه ياقوت المستعصمي

الحروف المفردات

اقرا ايضاالمجموعة المنتقاة من خط الرقعة

اقرا ايضااحمد النجفي الزنجاني

اقرا ايضاطريقة تقهير الورق

اقرا ايضامرحبا يا رمضان - أجمل الصور والتصميمات عن شهر رمضان

سورة التكوير

انه لأا يستلم إلا الحجر الأسود والركن اليماني

مصجف ياقوت المستعصمي

قطعة من آخر مصحف كتبه ياقوت المستعصمي 

توفي رحمه الله في بغداد سنة 698 اعتمادا على رواية ابن الفُوَطي صاحب كتاب «الحوادث الجامعة» الذي كان معاصرا له، وقد دُفن بجوار قبر أحمد بن حنبل رضي الله عنهما، والمرجّح أنّه عاش 89 سنة .

====

تمت هذه المقالة مع الانتباه إلى المصادر أدناها 

• https://sawtonanews.wordpress.com

جميع الأعمال الفنية هي ملك لأصحابها . إذا كنت تملك حقوق التأليف والنشر لهذه الملف / الصورة وكنت لا ترغب في أن تدرج على الإنترنت يرجى الإتصال بنا ونحن سوف نزيله في أقرب وقت ممكن