القائمة الرئيسية

الصفحات

الخطاط محمد عبدالقادر - شيخ الخطاطين المصريين


ولد بـِمدينة القَاهِرَة بالقرب مِنْ مسجد مولانا الإمام الـْحُسَين – رضي الله عنه – في ٢٤ مارس سنة ١٩١٧م.   هو شقيق خطاط جريدة ‹الأهْرَام›  الراحل قَدْرِي عبد القادر، كذلك فإن شقيقه الأصغر سيِّد عبد القادر (زايد) خطاط مُـبْدع .

كان طفلا غَضّا في الـثمامنة من عمره عندما انـغرستْ بـذرة الخط في تربة كـيانه .  تـَلَـقَّى دراسته بمدرسة ‹ نذير أغا › الـملكية من سنة ١٩٢٤ م التي كانتْ مدرسةَ تحسين الخطوط تـشغــلها في الفـترة الْـمَسَائـية وَقْـتـئِذٍ . كانتْ تـبهَره الكـتابات الَّتي يُطالـعها في السبورة ويـجمع الأوراق الْـمَخطوطة التي يتركـها الطَـلـَبـَة وعليها تصحيحاتُ أسَاتِـذَتِهم بالْـحِـبْر الأحْـمر .


محمد عبد القادر 11 سنة

وكان في ذلك الوقت يــتعلم الكِتـَـابة كـَماَدَّة مُـقَرَّرَة مع اللغة العربـية ضِـمن موادّ الدراسة الإبتدائـية  .  ثـم انـتــقل إلى مدرسة ‹خليل أغا› الـملكية حتى سنة ١٩٣١م التي كانتْ تـقع في مواجهة مسجد مولانا الإمام الْـحُسَيْن، ومكانـها الآن إدارة الْـجَامع الأزهر الشريف.

بَـدَأ تَــلَـقّٰى فَـنَّ الْـخَطّ بـمدرسة خليل أغا على يد استاذ الـجَيْل الراحل ‹ محمد رضوان › الذي كان مشرفًا فـنِّــيًّا على مدرسة خليل أغا وقـتئذ . ثـم انتقل إلى مدرسة تحسين الخطوط الملكية سنة ١٩٣٢م.


صورة الشيخ محمد رضوان


كانتْ أُولى سنوات دراسته وأوّل دبلوم الخطوط سنة ١٩٣٥م،  منح جائزةَ الـملك السابق فؤاد الأول وعمره ١٨ سنة، وكان أصغر طالب يـتخرّج في مدرسة تحسين الخطوط حتى ذلك التاريخ . عُيـِّن خطاطًا بـِمَصْلـحة الْـمساحة (الهيئة المصرية العامة للمساحة) عقب حصوله على دبلوم الخطوط، وجاء ترتـيبه الأول في مسابقة تعـيـينه.

كان أول دبلوم التخصص في الخط والتذهيب سنة ١٩٣٧م، ومنح جائزة الملك السابق فاروق الأول وعمره ٢٠ سنة. وعين مدرسًا بها وعمره ٢١ سنة. • عين أستاذًا بمدرسة تحسين الخطوط العربية بالجيزة من سنة ١٩٦١م.  عين أستاذًا منتدبًا بكلية الفنون الجميلة التطبيقية أربع سنوات متتاليات في السبعينيات.
وقع عليه الاختيار من لجنة الحفاظ على التراث بمنظمة الدول الإسلامية ليكون من بين المحكمين فى المسابقة الدولية للخطوط العربية "مسابقة ياقوت المستعصمي" سنة ١٩٨٩ميلادية.

ومن زملائه الأساتذة : محمد مكاوي ، وسيد إبراهيم ، ومحمد حسني ، ومحمود شحات ، عبد الرزاق سالم وغيرهم . وقد كان الأستاذ محمد حسني أول خطاط يقلده في تركيبه للآية : ﴿ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ﴾ .

وكان على صلة طيبة بالأستاذ محمد هاشم البغدادي وكان هاشم يحبه وقد زاره في بيته مرة وكان يكتب اللوحة التي حاكى فيها كتابة الشيخ عبد العزيز الرفاعي فأعجب هاشم بها وقال : ‹ والله أنضج › . كما كان دائم الإتصال بالاستاذ بدوي الديراني في سوريا . وقد أرسل له الأستاذان بدوي وهاشم اهدائات من خطوطهما .

حوار بين الشيخ عبد القادر وبين مسعد خضير البور سعيدي


قال البور سعيدي : في سنة ۱٩٨٥ م ذهبت إلى منزل الأستاذ محمد عبد القادر في الدراسة . وطرقت الباب ففتح جزءا من الباب وقال لي : "نعم" . فقلت له : " انا خطاط من بور سعيد وقد زارني الحاج عوض شهاب الخطاط وروى لي عنك الكثير وأعطاني عنوانك . وقال : ومن استاذك الذي علمك ؟ فقلت : محمد خضير . قال : من هو محمد خضير ؟ فقلت : أخي . فقال : وهل حصل على دبلوم الخط ؟ فقلت : لا . قال : تعلم من أستاذ فإن الخط مخفي في تعليم الأستاذ . وودعنى ولم أدخل .

كان الحديث كله أمام الباب فرجعت إلى بور سعيد وأنا حزين لعدم استقباله لي . ولكن ..... حاولت تنفيذ كلامه وصرت أحضر في مدرسة خليل أغا ومن هنا بدأت فعلا .

طريقته في تعليم الخط العربي :


الأستاذ محمد عبد القادر خير مثال للِـمُعَلِـّم فقد كان دَوْماً يَـذْكرنا بأنَّ الله ســيُـفيْضُ علينا مِن علـمِه بقدْر ما نُعطي أولادَنا وتلاميذنا من علمنا . والْتَـزَم الـحُضُور إلى الـمدرسة في أيام الشتاء الممطرة . مع علمه باحتمال عَدَم وجود طَلَبَة بالمدرسة بسبب ذلك الجوِّ الـمُمْطر والبَرد الشديد فالإلتزام مبدأ مقدّس عنده لا يحيد عنه . وكانت حَقِيْبَـتُه تحتوي على مجموعة أدوات هندسية لتصحيح الخط الكوفي بالاضافة إلى العدسية الْـمُكَبِّرَة التي كان يستخدمها عند كتابة لخط النسخ .

وكان يشجـع الطلاب ويدفعهم إلى الإجادة فكان بعد التصحيح يكتب لِلطالِب الـمُتَـفَوِّق مجموعة من الكلمات المتراكبة أو تصريفات لكلمة معينة بطرق مختلفة . وعندما تكون كتابة الطالب رديئة لا ينهره بل يُشَجِّعه أيضا فيبحث في السطر المكتوب عن حرف واحد صحيح قائلا للطالب : " إن الحرف وحده يستحق واحد جنيه" .

ويكتبها باللون الأحمر فوق الحرف هكذا : ‹...أ...› ولكنه مع ذلك كان يلفتُ نظرالطلاب إلى عدم المبالغة في التشجيع الذي لا بد ان يكون متناسبا مع قدرات الطالب وكان يصر على أن يكون التصحيح بلون حبر مخالف ليظهر الخطأ والصواب .

 وقد توفى الأستاذ محمد عبد القادر عبد الله يوم ٢ مايو ١٩٩٤م  عن عُمْرٍ يـناهـز الثمانين عامًا، بعد مُعاناة مع الْـمَرَض استمرتْ سنوات عديدة، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته

للأستاذ المرحوم عبد القادر لوحات عديدة في الخط والزخارف الإسلامية، ومعظم أعماله بالخط الكوفي الذي كان يقوم بتدريسه في مدارس تحسين الخطوط بالقاهرة.

له كـتاب تضمن معظم أعماله الخطية، ومشق في الخط الكوفي تحت اسم (الخطوط العربية) إصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب عام ١٩٩٠م.






















تمت هذه المقالة مع الانتباه إلى المصادر أدناه جميع الأعمال الفنية هي ملك لأصحابها . إذا كنت تملك حقوق التأليف والنشر لهذه 
الملف / الصورة وكنت لا ترغب في أن تدرج على الإنترنت يرجى الإتصال بنا ونحن سوف نزيله في أقرب وقت ممكن

تعليقات

التنقل السريع